البيرة –(252014) تواصلت ، أعمال المؤتمر العام الـ (11) لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، لليوم الثانى على التوالي في مقرها العام بالبيرة، الذي يشارك فيه عدد كبير من أعضاء الجمعية وكوادرها الممثلة للفروع والشعب، التابعة لها داخل الوطن والشتات، اضافة إلى حشد من ممثلي مكونات الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر وعدد من الهيئات الدولية.
وقدم رئيس الجمعية، الدكتور يونس الخطيب، شرحا عن دور الجمعية في التخفيف من المعاناة الإنسانية لابناء الشعب الفلسطيني في عدد من البلدان وبخاصة في سوريا ولبنان، منوها إلى نجاح كوادرها والتزامهم بأداء واجبهم الإنساني، على الرغم من التضحيات الجسيمة التي قدموها، وسقوط خمسة من الشهداء، وهو يقومون بواجبهم الإنساني.
وأوضح أن الجمعية تعمل في ظل ظروف بالغة الحساسية والتعقيد، ومع ذلك فإنها لن تتردد في أداء رسالتها خدمة للشعب الفلسطيني وكل محتاج للمساعدة في الدول التي تعمل فيها.
وتحدث الخطيب عن الجهود التي بذلت لإعداد استراتيجية الجمعية للأعوام (2014-2018)، مبينا أنها كانت حصيلة نقاشات معمقة استمرت على مدى سنوات لتلبي الاحتياجات الانسانية للشعب الفلسطيني اينما تواجد.
وأشار إلى تنوع فعاليات المؤتمر، التي تتضمن تشكيل حلقتي نقاش عن تجربة الجمعية في مجال التعامل مع أوضاع الطوارئ، وتعزيز قدرة المجتمع الفلسطيني على الصمود، مشيدا بالمقابل بمشاركة ممثلي المؤسسات الشريكة للجمعية في اعمال المؤتمر، ودعمهم المتواصل لها.
وقال نائب أمين عام الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ماتياس شميل، إن الجمعية تمثل نموذجا رائعا للالتزام بالعمل الإنساني، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.
وأشاد باستراتيجية الجمعية، مبينا أنها تتقاطع في العديد من محاورها مع استراتيجية الاتحاد الدولي للعام 2020.
وذكر مدير عام عمليات منطقة الشرق الأدنى والأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر روبرت مارديني، أن اللجنة حرصت دوماً على توطيد عرى الشراكة والتعاون مع الجمعية.
ونوه إلى صعوبة الأوضاع التي تعمل في ظلها الجمعية، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، أو دول الشتات، مثل سوريا ولبنان، مؤكدا التزام اللجنة بزيادة المساعدات المقدمة للجمعية.
وأشادت نائب رئيس الصليب الأحمر الاسباني مانويلا كابرو، بالعلاقات التي تربط بين مؤسستها والجمعية، مشيرة إلى الظروف المعقدة التي تعمل في ظلها الجمعية، خاصة في ظل ظروف الاحتلال التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وعبرت عن اعجابها بقدرة الجمعية على مواصلة أداء دورها في تخفيف المعاناة الإنسانية، مبينة أن "الصليب الأحمر الاسباني" سيواصل دعمه وتعاونه مع الجمعية.
وعبر ممثل الصليب الأحمر النرويجي أودون ترون، عن سعادته بالمشاركة في اعمال المؤتمر، مشيرا إلى متانة العلاقات بين جمعيته و الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأثنى على نشاط الجمعية وبرامجها المختلفة، مبينا أن الصليب الأحمر النرويجي ينظر إلى عمل الجمعية ودورها بكثير من الإعجاب التقدير.
ورأى نائب رئيس مجلس ادارة الصليب الأحمر السويدي بو هيرمانسون، أن المؤتمر هو بمثابة أداة لمتابعة تطور الجمعية ونشاطاتها وبرامجها.
وبين أن الجمعية شريك قوي للصليب الأحمر السويدي و الصليب الاحمر النرويجي، مشيدا باستراتيجية الجمعية، التي أشار إلى غناها بالمحاور، التي تهم الصليب الأحمر في بلاده.
وتخلل المؤتمر عرض تقرير المكتب التنفيذي عن الفترة (2009-2013)، والذي تناول أبرز المحطات التي شهدتها الجمعية خلال تلك الفترة، ومساهمتها في أداء واجبها الإنساني في العديد من مناطق النزاع والتوتر، خاصة على صعيد التعاطي مع ممارسات الاحتلال الإسرائيلي،الذي تجلى في العدوان الإسرائيلي على القطاع العام 2012، عدا دورها في التعاطي مع الأحداث الناجمة عن الأزمة السورية وانعكاساتها على وضع اللاجئين والنازحين إلى لبنان.
وأشار التقرير، إلى أن الجمعية عملت خلال الأعوام 2009 - 2013 في ظل ظروف غاية في التعقيد، والتباينات السياسية والأمنية وحتى الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت في الأقاليم التي تعمل فيها.
وأوضح أن الأزمة السورية، وتداعياتها على الوضع الإنساني للاجئين، وانعكاس ذلك على لبنان، عبر نزوح عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين من سوريا، ما أضاف عبئاً كبيراً على عمل الجمعية، سواء في سوريا أو لبنان.
وبخصوص سوريا، أشار التقرير، إلى أنه في العام 2013 وحده، قدمت المشافي الثلاث التابعة للجمعية والمراكز الصحية السبع، والعيادات ومصنع الأطراف الصناعية، خدماتها لأكثر من 317 ألف شخص من اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك السوريين المحتاجين لهذه الخدمات.
وبين "أن عدد الولادات التي تمت في المستشفيات المذكورة، بلغ أكثر من 24 ألف ولادة، وأن أقسام الإسعاف في مشافي الجمعية قامت بإسعاف 77875 حالة".
أما بالنسبة للبنان، فقد جاء في التقرير أن الجمعية واصلت تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان واللاجئين الفلسطينيين الذي نزحوا إليها من سوريا، وكذلك للسوريين الذين نزحوا إلى لبنان، مضيفا أنه "خلال العام العام 2013 وحده، بلغ عدد المرضى الذين تلقوا خدمات في مستشفيات الجمعية الخمس (14059) مريضاً، منهم 12% سوريين و 14% من فلسطينيي سوريا، وقدمت عيادات الجمعية خلال الفترة نفسها خدماتها لنحو (24314) مريضاً، منهم 38% من أصحاب التابعية السورية".
وأورد "أن العام 2013 كان عاماً مليئاً بالتحديات التي واجهت الجمعية، من حيث معالجة تداعيات الحرب الإسرائيلية على المواطنين في قطاع غزة، التي وقعت أواخر العام 2012، (...) ومنذ اللحظة الأولى للحرب تم إعلان حالة التأهب القصوى، وانتظمت غرفة العمليات في غزة وساندتها غرفة العمليات المركزية في المقر العام للجمعية في البيرة، وقد تعامل جهاز الإسعاف التابع للجمعية الذي كان على أهبة الاستعداد، مع 577 جريحاً من أصل 1224 جريحاً، ونقل 88 شهيداً من أصل 162 شهيد".
وأردف" قام فريق الكوارث التابع للجمعية في القطاع بتوزيع المواد الإغاثية على المتضررين من الحرب، وقدم برنامج الصحة النفسية في الجمعية، خدمة الدعم النفسي الاجتماعي لحوالي 5000 شخص من الأطفال والنساء والأسر المتضررة، عبر اكثر من 100 موظف ومتطوع".
وأضاف:" عملت الجمعية في الضفة الغربية في ظل ظروف صعبة، حيث واجهت منخفضين جويين بكل تداعياتهما، وتدخلت لإغاثة مئات العائلات الفلسطينية التي تضررت بفعل الفيضانات، والعاصفة الثلجية التي واكبته، يضاف إلى ذلك الحواجز والإغلاقات والعقبات التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي أمام الخدمات الإنسانية التي تقدمها الجمعية".
وتابع: "رغم هذه الظروف مجتمعة، التي عملت وتعمل في ظلها الجمعية، إلا أنها استطاعت التعامل مع تداعياتها، وإعادة صياغة برامجها، وتعزيز خدماتها لتطال كافة أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، وواصلت بفروعها وشعبها المختلفة، وبدوائرها المركزية المتخصصة خلال الأعوام 2009 -2013، تقديم خدماتها الإنسانية وتنفيذ أنشطتها المتضمنة في خطة الجمعية التشغيلية في مختلف محافظات الوطن والشتات".
كما جرى عرض استراتيجية الجمعية للأعوام (2013-2018)، التي أفردت حيزا كبيرا لمبادرات ومساهمات الجمعية في مجال تمكين المجتمعات المحلية ومواجهة الكوارث والأزمات، عبر تنفيذ رزمة واسعة من البرامج المجتمعية.
وأوضحت الاستراتيجية أنه رغم انجازات الجمعية في شتى المجالات، إلا أن التغيرات البيئية العالمية والاقليمية، وخاصة الاقتصادية، كان لها دور في تدهور الوضع الإنساني للفلسطينيين في الوطن والشتات، ما سينعكس على القدرة الاقتصادية للفرد، وسيرفع من نسبة الفقر والجهل والبطالة.
ولفتت إلى الدور المتنامي للجمعية في خدمة اللاجئين، حتى باتت ثاني المؤسسات الإنسانية التي تقدم خدماتها الصحية والاجتماعية لهم في المخيمات من خلال مراكزها ومستشفياتها.
وأشارت إلى أن التحديات التي تواجه الجمعية، تتمثل في تلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة للمجموعات المهمشة في فلسطين وخارجها، وتنمية القدرة المالية للجمعية، وتحسين نوعية الخدمات المقدمة وتطويرها، وتنمية الموارد البشرية، وتطوير الأنظمة والسياسات الداخلية.
وتعرضت الاستراتيجية إلى أهداف الجمعية عبر تدخلاتها المختلفة، والمتمثلة في التطوير المستمر لاستعدادات الجمعية وتدخلاتها الإنسانية في حالات الكوارث والأزمات والطوارئ والأوضاع المعيشية الصعبة، والمساهمة الفاعلة في تعزيز قدرات المجتمعات المحلية وصمودها وقدرتها على التحمل، ومواصلة عملية البناء المؤسسي وتنمية الموارد في الجمعية، ودعم فئة الشباب للمساهمة في التمنية الاجتماعية، وتعزيز شراكات الجمعية على المستوى الوطني والاقليمي والدولي، ومع مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، اضافة إلى المنظمات الدولية والاقليمية غير الحكومية، الداعمة لدور الجمعية، والمساهمة في تقديم خدمات الرعاية الصحية، بما يلبي احتياجات المجتمعات المحلية.
وفي ختام الجلسة الأولى للمؤتمر تمت المصادقة على تقرير الجمعية، وعلى مشروع الاستراتيجية، إلى جانب عقد اجتماعات للجان، تناولت مسائل متنوعة تهم الجمعية.