لبنان – يعد العمل المجتمعي أحد أولويات عمل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان، الذي يقوم به كادر الجمعية هناك، البالغ عدد أفراده 790 موظفا، و600 متطوع.
وبحسب د. سامر شحادة، مدير فرع الجمعية في لبنان، فإن الشق المجتمعي لا يقل شأنا عن نظيره الصحي الذي تقوم به الجمعية، بل إنه يتقاطع معه على أكثر من صعيد.
ومنذ بداية أزمة "كورونا" يركز كادر الجمعية على الجانب التوعوي، بغية الوقاية من الوباء، الذي يأخذ أشكالا عديدة.
قال شحادة: "في البداية لم تكن هناك معلومات كثيرة حول "كورونا" كونه يعتبر مرضا جديدا، بالتالي كان هناك تخوف من أن يتسبب عدم الاكتراث بالتعليمات الصحية وتطبيقها في إزدياد الإصابة بالعدوى. من هنا برزت أهمية عملية التوعية التي قمنا بها، وكنا من أوائل المؤسسات التي طرقت هذا الباب. لذا بادرنا في البدء إلى تنظيم بعض اللقاءات بمشاركة عدد قليل من الناس، لكن بعد تنامي مخاطر الإصابة بالمرض وتزايد المعلومات عن طرق العدوى، بادرنا إلى إعداد فيديوهات وومضات نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك"، و"تويتر"، وتطبيق "واتس أب" وغيرها.
وأشار إلى قيام كوادر الجمعية ومتطوعيها بتوزيع نشرات حول فيروس "كورونا" وسبل الوقاية منه، على مداخل المخيمات، التي تتواجد فيها فرق صحية تقوم بفحص حرارة القادمين إليها.
ولما كان الوضع الاقتصادي صعبا في لبنان، خاصة للاجئين الفلسطينيين الذين يمنعون من مزاولة عشرات المهن، فإن ذلك حدا بالجمعية إلى التخفيف من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانيها اللاجئون.
وينتشر اللاجئون الفلسطينيون في لبنان في 12 مخيما رسميا أي معترفا بها من قبل وكالة الغوث الدولية (الأونروا) والدولة اللبنانية، بخلاف 30-40 تجمعا آخر غير معترف بها.
وقال د. شحادة: "عمدنا إلى توزيع طرود غذائية بالتعاون مع عدد من المؤسسات الشريكة في بداية الأزمة، بلغت 1000 طرد في مخيم الجليل الكائن في منطقة بعلبك. ونحن بصدد توزيع كميات أكبر على عدد آخر من المخيمات.
وأضاف: "الوضع الاقتصادي في لبنان خاصة للاجئين الفلسطينين صعب للغاية، ولا ينبغي تناسي أن هناك أزمتين كبيرتين مرتا على اللاجئين ا قبل "أزمة كورونا"، الأولى حدثت خلال شهر آب الماضي عندما صدر قرار من وزارة العمل اللبنانية بفرض قيود كبيرة على عمل اللاجئين. أما الثانية فحدثت خلال تشرين الأول من العام نفسه، عندما بدأ الحراك الشعبي اللبناني، وساهم في فقدان الكثير من اللاجئين الفلسطينين لأعمالهم، قبل أن ينتشر وباء "كورونا" الذي أدى إلى انضمام أعداد أخرى أكبر للعاطلين عن العمل.
وبحكم الواقع القائم الآن وتجلياته، فإن هناك تدخلات على الصعيد النفسي، ستقوم بها الجمعية قريبا. كما يشير شحادة، ستستهدف عددا كبيرا من الأسر، مع التركيز على فئة الأطفال، نظرا لعظم تأثيرات أزمة "كورونا" والحجر المنزلي عليهم.
ورغم الظروف والتحديات، فإن طاقم الجمعية في لبنان يبدي تصميما على أداء مهامه على أكمل وجه.
يقول شحادة: "من المؤكد أن أمورا كثيرة اختلفت بسبب وباء "كورونا"، فالوضع الصحي والاقتصادي للاجئين ليس سهلا. من هنا فإن الأزمة التي استجدت على حياتنا زادت من وطأة الضغوط والاعباء الواقعة على كاهلنا جميعا، بيد أننا لن نتوانى عن الاضطلاع بمسؤولياتنا وواجبنا الإنساني في خدمة اللاجئين الفلسطينين في لبنان ا، فهؤلاء هم أبناء شعبنا الذين وجدت الجمعية لأجلهم والذين عانوا الكثير خلال مسيرة اللجوء والحرمان الطويلة".
انتهى.