يعمل فريق الصحة النفسية، التابع للجمعية، منذ بدء انتشار جائحة "كورونا" في محافظات القطاع، على تخفيف الآثار النفسية المترتبة على تفشي الوباء في المجتمع المحلي، لا سيما في ظل إجراء حجر إلزامي، سواء في مراكز الحجر الرسمية، أو في المنازل، إضافة لتقديم خدمة الإسعاف النفسي الأولي لكادر الجمعية، ومسعفيها العاملين مع مرضى الجائحة.
وكانت الدائرة أصدرت عقب الجائحة دليل "كورونا"، الذي يحتوي على مجموعة أنشطة معرفية للأطفال، تشمل معلومات عن المرض، وآلية الوقاية منه، وتوجيهات ونصائح لمواجهته، للمساهمة في التخفيف من الآثار النفسية والاجتماعية للوباء لدى الأطفال. وقد تمت الاستفاد من الدليل في الجلسات التي تنفذ مع الأهالي وأطفالهم، وساهم إلى حد كبير في الحد من الآثار السلبية التي ترتبت على انتشار الفيروس في القطاع.
يذكر أن الاختصاصيين النفسيين يقدمون، بالتنسيق مع وزارة الصحة، خدمة الإسعاف النفسي الأولي للمحجورين في مراكز الإيواء، عبر الاتصال الهاتفي، وتزويدهم بالاستشارات النفسية اللازمة، لضمان مواجهة الظروف النفسية والمجتمعية، التي ترتبت على وجودهم في الحجر، كالعزلة، والخوف، والتوتر، وهو ما ينفذه فريق الاختصاصيين خلال مكالماتهم الهاتفية للتخفيف من الآثار النفسية، وتقديم النصائح والتوجيهات التي تدعم صمود الفئات المحجورة، وتخرجها من الحالة النفسية السلبية التي تعيشها.
وتحدث الدكتور عزمي الاسطل، مدير دائرة الصحة النفسية في قطاع غزة عن هذه التدخلات بقوله: "في سياق المهام الإنسانية، الملقاة على عاتقنا، كفريق دعم نفسي يعمل في الجمعية، قمنا، منذ بدء تفشي وباء "كورونا" في المحافظات الجنوبية، بوضع خطة للتدخل النفسي الفوري لجميع أفراد الفئات المجتمعية الذين تأثروا نفسياً، كالمسافرين المحجورين، والمصابين بالوباء قي مراكز العزل، وذويهم المحجورين في بيوتهم، إضافة لتقديم الدعم النفسي لمقدمي الخدمات الطبية والإنسانية المتضررين من الجائحة".
وأضاف: "يقوم الاختصاصيون بالاتصال بجميع المحجورين في أماكنهم المختلفة، لمتابعة الحالات التي تعاني من مشاكل الخوف والإحباط لتقديم العلاج النفسي اللازم لهم، وفق معايير السلامة والوقاية، ومن ثم نقوم بتسجيل النتائج وأي تطور ايجابي، للفئات المستهدفة، من خلال ملاحظة فريق العمل وتقييمهم المستمر، وذلك بهدف تقديم الخدمة النفسية على أكمل وجه، والمساعدة على تخطي هذه الظروف الصعبة".