أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة 18 شباط/فبراير 2022 الأعيرة الحية والرصاص المعدني المغلّف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين الفلسطينيين في منطقة جبل صبيح في قرية بيتا. وعالجت طواقم الإسعاف والطوارئ التابعة للجمعية ما يربو على 100 إصابة، منها 4 إصابات بالرصاص الحي. ومن بين المصابين بالرصاص الحي علاء خضير، وهو أحد المسعفين المتطوعين في الجمعية ويبلغ من العمر 19 عاماً، إذ اخترقت رصاصة ساعده الأيمن بينما كان يقدم العلاج لأحد الصحفيين الجرحى. وأصيب متطوع ثانٍ برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في قدمه. وأطلق الجنود الرصاص المعدني المغلف بالمطاط على مركبتي إسعاف تابعتين للجمعية مما عرّض حياة طواقمهما للخطر وتسبّب بأضرار في المركبتين.
وعلى الرغم من أن كافة طواقم الجمعية ومركباتها تحمل شارة الهلال الأحمر بوضوح، إلاّ أن هذه المشاهد قد باتت معتادة في قرية بيتا وفي عدد من البلدات والقرى الفلسطينية الأخرى، حيث تنتشر طواقم الجمعية لتغطية الاحتجاجات التي تندلع بشكل يكاد يكون يومياً، ولتأدية واجبها المتمثل في توفير الخدمات الإنسانية والطبية الطارئة، وإنقاذ حياة الجرحى والمرضى في شتى مناطق الأرض الفلسطينية المحتلة.
ويحظر القانون الإنساني الدولي استهداف المهام الطبية من أفراد ومركبات ومنشآت، والتي تؤدي مهاماً إنسانية، حظراً باتاً، ويؤكد وجوب حمايتها وعدم التعرض لها بأي شكل من الأشكال، أو التدخل في عملها.
وبلغ عدد الانتهاكات التي ارتكبت في عام 2021 في حق طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومركباتها في الأرض الفلسطينية المحتلة 103 انتهاكاً توزعت على النحو التالي: 32 انتهاكاً في حق مركبات الإسعاف التابعة للجمعية، و20 حالة إعاقة لمركبات الإسعاف ومنعها من الوصول إلى وجهتها، و11 حالة عرقلة لمهام طواقم الجمعية، و35 انتهاكاً في حق موظفي الجمعية ومتطوعيها، و5 انتهاكات في حق مرافق الجمعية ومبانيها، وحالة اعتقال واحدة.
وتؤكد الجمعية في هذا الصدد على حظر الهجمات على الجرحى والمرضى وأفراد الخدمات الطبية ومرافقها والمركبات الطبية، كما تشدد على أنه لا يجوز منع المرضى والجرحى من الانتفاع بالخدمات الصحية والطبية أو تقييد انتفاعهم بها، أو إرباك عمل الطواقم الطبية أو تهديدها أو معاقبتها بسبب تأديتها لمهام وأنشطة تتماشى مع الأخلاقيات الطبية.
وتطالب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني كافة الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف أن تكفل قيام إسرائيل، بوصفها الدولة القائمة بالاحتلال، باحترام كافة الأحكام ذات الصلة الواردة في هذه الاتفاقيات، واحترام المهام الطبية للجمعية في الأرض الفلسطينية المحتلة وحمايتها.