رام الله- تزيّن برنامج الاطفال الشهير شارع سمسم بحلة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، والتقى الأطفال نجوما تابعوهم على شاشة التلفاز طويلا، وتفاعلوا مع حركاتهم، واستفادوا من نصائحهم، عبر عروض مشتركة نفذتها الجمعية مع مشروع "شارع سمسم".
بيت لحم، الخليل، ورام الله، كانت محطات لنجمي الدمى حنين وكريم، يرافقهما الفنانان شادن وخالد، استمتع فيهما أطفال المخيمات الصيفية التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بعروض فنية وترفيهية شيقة.
وقدم "شارع سمسم" عرضا أعد خصيصا لأجل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، جسدت فيه الفنانة شادن سليم دور طفلة معاقة على كرسي متحرك، فيما انشغل خلاله حنين وكريم في تحضير طائرتهما الورقية لأجل إطلاقها.
وأشعلت الدميتان حنين وكريم حماس المئات من الأطفال، الذين عبروا عن سعادتهم الكبيرة للقاء نجمين رسما البسمة على شفاههم عبر شاشة التلفاز لفترات طويلة، وشاركوهم الفرح والغناء، عبر العديد من اللوحات الفنية التي اشتهر بها "شارع سمسم".
وتناول العرض الذي قدم في إطار الأنشطة التوعوية لمشروع التطوير الإسباني الذي تنفذه الجمعية منذ اربع سنوات، مواضيع صحية وثقافية وتربوية، بدءا من المأكولات الصحية، إلى الممارسات والسلوكيات السليمة، وصولا إلى العديد من المسابقات التي تفاعل معها الأطفال، والأغاني التي رقصوا على نغماتها.
العرض الذي تفاعل معه الأطفال في كل من مركز إسعاد الطفولة في الخليل، ومقري المركز المجتمعي التابع للجمعية في بيت لحم ورام الله، جاء في إطار المشروع التطويري المدعوم من التعاون الإسباني من خلال مؤسسة الـ ACPP، الذي تنفذه الجمعية منذ أربع سنوات.
وهو ما أكدته إنعام نوارة، منسقة المشروع، التي أشارت إلى أن فكرة العرض جاءت نتيجة لتعاون سابق بين الهلال ومشروع "شارع سمسم"، من أجل تنمية مواهب الأطفال ثقافيا وتربويا عبر تجسيد شخصيات أحبوها عبر شاشة التلفاز.
من جانبها أشادت ليلى الصايغ عثمان، مديرة مشروع "شارع سمسم"، والمدير التنفيذي لمؤسسة بن ميديا للإعلام التربوي، بالتعاون الوثيق بين مؤسستها وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي نتج عنه هذا العرض.
وقالت: "فكرة العرض جاءت بهدف التركيز على حقوق المعاقين، وضرورة دمجهم في المجتمع، من خلال عرض للدمى والفنانين المشاركين في برنامج شارع سمسم"، مشيرةً إلى أن "شارع سمسم"، مشروع عالمي ينفذ في 140 دولة.
حقوق المعاقين في المجتمع، كان محور العرض الذي نفذه خالد وشادن، واللذين تحركا سوية دون حدود، رغم إعاقة الاخيرة التي كانت تغني وترقص كما الأسوياء، فيما ساعدهما حنين وكريم على رسم البسمة على شفاه الاطفال.
وهو ما أكده الفنان خالد المصو، الذي عبر عن سعادته الكبيرة بمشاركته في العرض، الذي يركز على ضرورة استيعاب المعاقين في المجتمع الفلسطيني، دون حواجز وقيود، ومنحهم الفرصة في حياة كريمة.
ولفت إلى أن الفن والمسرح باتا وسيلة مهمة جدا في ايصال الأفكار والمعلومات إلى الأذهان ويعتبران من أهم عوامل التأثير التي تؤدي إلى تغيير في المجتمع، مشيدا بجهود جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في دعم المعاقين وتأهيلهم على طريق دمجهم في المجتمع.
"شارع سمسم" أوصل المعلومة لمئات الأطفال المنضمين لمخيمات الهلال الصيفية، والتي يشكل المعاقون نسبة 30% منهم، ورسم البسمة على شفاههم، وهو ما أشار إليه الطفل محمد شبانه (14 عاما)، والذي عبر عن سعادته الكبيرة لحضوره العرض برفقة أطفال معاقين.
زميلته مرح أبو عيشة (10 سنوات)، واظبت على المشاركة في مخيمات الهلال الصيفية منذ 3 سنوات، أشادت بالتنظيم العالي للمخيمات، وللبرامج المقدمة فيها، قائلةً: "هون بنقدر نعمل أشياء كثير حلوة، أنا مبسوطه كثير، وبحب المعاقين وبساعدهم أنا وأصحابي، وعرض شارع سمسم كان كثير حلو، وانبسطنا كثير".