رائد النمس
عندما تتجول في هذه الايام في اروقة مستشفى القدس التابعة لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في غزة، ستصادف عددا لا بأس به من الاطفال الصم الذين يلهون وتعلو وجوههم ابتسامات بريئة. هؤلاء الاطفال هم من قام الفريق الطبي القطري، بالتعاون مع مستشفى القدس، بإجراء عمليات زراعة القوقعة لهم، كي تكون لديهم القدرة على السمع، بعد أن عانوا من الصمم، بسبب عوامل وراثية او جراء تعرضهم لحوادث.
الاطفال الذين قدموا الى مستشفى القدس برفقة ذويهم، يحدوهم الأمل بان يتمكنوا من شق طريقهم الى حياة اجمل، ليصبحوا في المستقبل اكثر فاعلية ومشاركة في المجتمع، كباقي الاطفال.
المواطن احمد لبد (32 عاماً)، من سكان مدينة غزة، لديه طفلان يعانيان من فقد السمع ندى (7 سنوات)، ومحمد (5 سنوات)، يقول "احضرت ابني الى مستشفى القدس، من اجل اجراء عملية زراعة قوقعة لهما، متمنيا ان يستطيعا بعد اجراء العملية السمع والتمتع بطفولتهما". ويضيف: "مستوى الخدمات في مستشفى القدس رائع، والكوادر الطبية هنا تهتم بنا وتحرص على تلبية احتياجاتنا، وطفلان سعيدان جدا، واتمنى ان اراهما قريبا قادرين على سماع ما يحيط بهما، مثل اقرانهما، بدلا من ان ارى نظرات الحزن والعجز في عيونهما".
والدة الطفل محمد رائد ابو دقة، البالغ من العمر خمس سنوات من منطقة بني سهيلا، تقول: "لقد اجرينا العملية لمحمد مؤخراً، واتمنى من الله تعالى ان يتمكن في القريب العاجل من السمع، فقد ولد اصما، وكان هذا الامر يسبب لنا الما كبيراً، ويجعله في اغلب الأوقات منطويا على نفسه ولا يشارك الاطفال لعبهم، ولكننا اصبحنا الآن على اعتاب امل كبير".
مستشفى القدس فتحت ابوابها لهؤلاء الاطفال، وسخَرت امكانياتها الطبية والبشرية للفريق الطبي القطري، الذي قدم الى قطاع غزة بالتنسيق مع مستشفى سمو الشيخ حمد بن خليفة، للتأهيل والاطراف الصناعية ليقدم خدماته العلاجية للأطفال الصم، وذلك بشكل مجاني كامل. وقد قدم مستشفى القدس الفحوصات والتحاليل، والعلاج، والمبيت والمتابعة، للأطفال وجهز غرفتين للعمليات. وفي هذا الأمر يصف والد الطفلة تسنيم حجازي، البالغة من العمر خمس سنوات، من مدينة رفح، خدمات مستشفى القدس، بقوله: "لقد تفاجأنا بمستوى الخدمات الطبية هنا.. الاطباء والممرضون على قدر كبير من المهنية والانسانية،و شعرنا وكأننا في منزلنا.. فخدمات الرعاية والمتابعة والمبيت في مستشفى القدس على اعلى جودة".
هؤلاء الاطفال الذين بلغ عددهم 22 طفلاً، قام الفريق الطبي القطري والكادر الطبي في مستشفى القدس، ببلسمة جراحهم، ومنحهم املا جديدا، بمستقبل مشرق، بعد اجرائهم عمليات زراعة القوقعة، خلال اسبوع شاق من العمل، ولكنه كان حافلا بالعطاء والانسانية، ليزيد من سعادتهم وسعادة ذويهم، وليدعم قدراتهم في الحياة واللعب والدراسة بشكل فعال وقوي.. فهم على بعد ايام أواسابيع قليلة على موعد مع الشفاء والسمع، حسب افادة الاطباء.
انتهى.