رائد النمس:
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاك مبادئ القانون الدولي الإنساني، التي تحرم استهداف الطواقم الطبية والإنسانية العاملة في أوقات الحروب والمنازعات.
ففي الحادي والعشرين من شهر تموزالماضي، وفي أثناء تواجد فريق من مركز الإسعاف والطوارئ التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في منطقة جباليا، وتحديدا خلف المقبرة الشرقية للبلدة، والتي كانت تشهد مواجهات بين شبان فلسطينيين عزل، وبين جنود من الجيش الإسرائيلي تمركزوا خلف تلال رملية عالية، استهدف أولئك الجنود الأطقم الطبية بشكل مباشر، في سابقة ليست هي الأولى من نوعها.
ضابط الإسعاف علاء أبو شعير، (33 عاما)، قال : "كنا قدمنا الخدمة الاسعافية ميدانيا لثماني حالات أصيبت بالاختناق والإغماء، جراء إطلاق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيلة للدموع على عدد منهم. واثناء عملنا تفاجأنا بأن جنود الاحتلال أطلقوا قنبلة غاز مباشرة على سيارة الإسعاف، حيث ارتطمت بإطار السيارة الخلفي، فاعتقدنا في البداية بأنها لم تكن مقصودة. ولكن لم تمض دقائق أخرى حتى قام احد الجنود والذي يبعد عنا مسافة
وأضاف: "لقد استهدفني الجنود رغم ارتدائي زي الإسعاف التابع للجمعية، ورغم وجودي وزملائي وسيارة الإسعاف الخاصة بنا في منطقة مفتوحة وقريبة منهم، ما يعني أن هذا الاستهداف لم يكن عشوائيا".
أما متطوع الإسعاف محمد مكاوي، (37 عاما)، فأشار إلى تلك الحادثة بقوله: "عندما أصيب زميلي علاء، قمت على الفور بنقله بمساعدة احد المسعفين، إلى سيارة الإسعاف، حيث كان قد أصيب باختناق شديد، وقد أغمي عليه، جراء انفجار قنبلة الغاز، وما كدنا نضعه في سيارة الإسعاف، حتى أطلق الجنود قنبلة غاز ثالثة على سيارة الإسعاف بشكل متعمد وواضح، حيث ارتطمت بنافذتها وانفجرت أمام بابها، وعبأتها بالدخان، الذي أصابنا جميعا بنوبة من السعال الشديد، فصرخت بسائق الإسعاف أن يبتعد فورا عن المكان، بعد تيقننا بان جنود الاحتلال لن يدعونا نكمل عملنا الإنساني في ذلك اليوم".
وقال يوسف عبد الحميد، مدير مركز إسعاف جباليا، في هذا الشأن: "إن جنود الاحتلال الإسرائيلي كانوا يستهدفون سيارات الإسعاف والطواقم العاملة بشكل دائم، مما يعرض حياتنا للخطر، وذلك في مخالفة واضحة وصريحة لمبادئ القانون الدولي الإنساني، ولكل المواثيق والأعراف التي تضمن الحماية والسلامة للطواقم الطبية العاملة في الميدان، عدا عن انه يعرقل عملنا في مجال إسعاف ونقل المصابين والجرحى".
وتأسيساً على ما تقدم يمكن القول أن آلة الحرب الإسرائيلية تتعمد، إلى جانب استهدافها المدنيين العزل، عرقلة عمل طواقم الإسعاف، مما يترتب عليه المزيد من الخسائر في الأرواح، سواء كانت من المدنيين، أو من ضباط الإسعاف والعاملين في المجال الطبي.
لقد فقدت جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني منذ العام 2000، عشرين كادرا من كوادرها ومتطوعيها أثناء تأديتهم لواجبهم الانساني في الميدان بسبب الاستهداف المباشر لهم ولمركباتهم، والذي يعتبر مخالفة صريحة وواضحة للقانون الدولي الإنساني، وللأعراف والمبادئ الإنسانية، وكان اخرهما استهداف الشهيدين محمد العبادلة وعائد البرعي خلال العدوان الاخير على قطاع غزة في العام 2014.
انتهى.