رائد النمس
زار فريق الإسعاف النفسي الأولي في الطوارئ، بدائرة الصحة النفسية، التابعة للجمعية، في قطاع غزة، على مدار يومي الجمعة والسبت الماضيين، جرحى مسيرة العودة، وذويهم، بالإضافة لعدد من مزودي الخدمة الاسعافية، بهدف التخفيف عنهم، لاسيما في ظل ما تعرضوا له من قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمتظاهرين في مظاهرات العودة التي نظمت.
وقد تضمن التدخل المذكور تقديم إسعاف نفسي أولي، لهم ولذويهم، وإخراجهم من حالة الخوف والتوتر والقلق، إلى الطمأنينة والهدوء، والشعور بالأمل.
وقال عزمي الاسطل، مدير دائرة الصحة النفسية: "تم تقديم خدمة الإسعاف النفسي الأولي لمعظم الجرحى في مستشفيات القطاع، وسنواصل العمل معهم في الأيام القادمة، وتقديم خدمة الدعم النفسي للمصابين الذين تم بتر أطرافهم، وهم عدد كبير من المصابين، بالإضافة إلى العمل مع ضباط الإسعاف ومقدمي الخدمة الطبية الطارئة في المستشفيات".
وأضاف انه تم تقديم خدمة الإسعاف النفسي الأولي لنحو 533 مصابا، بمن فيهم مقدمو الخدمة الطبية، بالإضافة إلى نحو 609 مصابين من الأهالي والمرافقين، عبر 73 متطوعا من فريق التدخل النفسي الطارئ، التابع للجمعية بالقطاع، ولازال العمل معهم جاريا.
وقال الجريح ناصر شقورة، (21 عاما): "أصبت يوم الجمعية الماضي بعيار ناري في قدمي، في منطقة شرق جباليا، ما استدعى نقلي إلى مستشفى الشفاء، وكنت وقتها في حالة نفسية سيئة جدا، وعندما جاء فريق الهلال الأحمر الفلسطيني، وجلسوا معي، بدأت اشعر بأمل في الحياة، وبأنها (الحياة) لن تتوقف عند هذا الحد، لقد كان لهم دور فعال في التخفيف عني".
أما محمد منصور، (26 عاما)، وهو مرافق لأحد المرضى، فقال: "كان الطفل مهند العجلة وهو من منطقة شرق الشجاعية، قد أصيب بعيار ناري في البطن، وكان يبكي باستمرار، ويعاني من وضع نفسي سيء جدا، ولكن بعد أن جلس معه متطوعو الجمعية، أصبح يضحك ويتبادل أطراف الحديث مع من في غرفته، وانتقل بشكل إيجابي من حالة اليأس والإحباط إلى السعادة والتفاؤل".
وقال المتطوع عبد الله نعمة، وهو اختصاصي نفسي يعمل في الفريق: "أن الجلسات الأولى مع المصابين وذويهم، هدفت إلى تحسين مشاعرهم، والتخفيف من حالات الهلع لديهم، وبخاصة للقاصرين منهم، مضيفا بأن فريقه زود الأهالي بأرقام هواتف أفراده، النفسية بالجمعية، للتواصل معهم في حال الحاجة إلى الخدمة النفسية".
انتهى.