رائد النمس
احمد يحيى عواد )28 عاما( متطوع في فرع الجمعية في خان يونس، شارك منذ بداية "مسيرات العودة" السلمية، على الحدود الشرقية لقطاع غزة، برفقة زملائه من ضباط ومتطوعي الإسعاف في إخلاء وإسعاف الجرحى، وإنقاذ أرواح المصابين بعد استهدافهم من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي.
احمد ورفاقه المتطوعون في الهلال الأحمر، ورغم ما اكسبهم عملهم من خبرة وقوة، إلا أنهم لا يستطيعون منع نفسهم من التألم جراء ما يشاهدون ما يجري أمامهم في الميدان، فتتملكهم مشاعر مختلطة ما بين الحزن والخوف، والسعادة والطمأنينة أيضا.
قال أحمد: "تطوعت في الجمعية منذ 9 سنوات، حصلت خلالها على دورات متخصصة عديدة ساهمت بتعزيز كفاءتي في مجال التدخل الاسعافي والإنساني في أوقات الطوارئ. ولعل الأهم من ذلك ما اكتسبته من تعزيز لروح التطوع في نفسي وحب مساعدة الآخرين، وهوما جعلني اشعر بسعادة خلال عملي التطوعي، رغم الاستهداف الإسرائيلي لطواقمنا وتعمده عرقلة عملنا".
وأضاف: "قبل كل مشاركة لي في مجال الاسعاف خلال أحداث مسيرات العودة السلمية، اجلس مع أفراد عائلتي وأتبادل معهم الحديث والضحك، وقلبي يعتصر من فكرة انه يمكن أن لا أعود إليهم غدا، ولكن إيماني برسالتنا الإنسانية السامية، هو ما يجعلني أصمم على الذهاب إلى الميدان مجددا، برفقة زملائي المتطوعين والمسعفين، لإسعاف وإخلاء الجرحى والمصابين جراء قمع الاحتلال لمسيرات العودة السلمية".
وقال أحمد أيضا: "في إحدى المرات استشهد احد أصدقائي، على بعد أمتار قليلة مني، بفعل رصاص قناصة الاحتلال، لن أنسى نظراته وكأنها تتوسل لي أن أنقذ حياته، ولكنه للأسف فارق الحياة قبل وصول سيارة الإسعاف. لقد بكيت يومها بشدة، واحتضنت صديقي المضرج بدمائه، ولكن بعد برهة من الوقت جففت دموعي، وتمالكت أعصابي، وعدت لعملي رغم أن قلبي كان يعتصر ألما".
وأضاف: "لقد استهدف جنود الاحتلال الاسرائيلي عددا من زملائي المسعفين والمتطوعين، بأعيرة نارية مباشرة، وهذا يخيفنا، لأننا نعلم بأنهم باتوا لا يحترمون شارة الهلال الأحمر، التي هي محمية بموجب القانون الدولي، فلقد قتلوا زميليي المتطوعين محمد العبادلة، وعائد البرعي، في العدوان على غزة في العام 2014، وهذا يزيد من قلقنا خلال عملنا الإنساني، الذي من المفروض أن يحترمه جنود الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع أحمد قائلاً: "لقد تعرضت لاستنشاق الغاز مرات عديدة، ولإصابة مباشرة في رأسي من قنبلة غاز، نقلت على أثرها للمستشفى. إلا أن الشعور بالسعادة والطمأنينة بعد انتهاء يوم عمل شاق وطويل، استطعت خلاله إنقاذ حياة البعض. هذا الشعور أقوى من كل الأوجاع والآلام، ولن يثنينا عن الاستمرار في تأدية واجبنا الإنساني".