علي عبيدات
دفع حب مساعدة الآخرين ومد يد العون لهم، وطلب المعرفة والمزيد من الخبرة، ربة البيت سحر عز الدين أبو حديد (٢٥ عاماً)، وهي من مدينة دورا الواقعة جنوب الضفة الغربية المحتلة، الى ترك منزلها وأسرتها الصغيرة، والمشاركة في مخيم الكوارث الذي اقامته وحدة إدارة الكوارث في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بلدة "خربة قيس" الواقعة في شمال الضفة.
وبعد عامين من التطوع في فرع الجمعية في دورا، وتكليفها بإدارة أمور صغيرة مع زملائها المتطوعين، إلى جانب إدارة منزلها الصغير، أحبت "أبو حديد" خوض تجربة أكبر، لما وجدته من فائدة كبيرة لدى زملائها الذين يهبون لمساعدة الناس كلما حدثت "مصيبة".
وقالت "أبو حديد": "لأول مرة أشارك في مخيم إدارة الكوارث، بعد ما دفعني تشجيع زملائي وخبرتهم العالية على تنفيذ خطط طوارئ لمواجهة الكوارث الطبيعية وتلك التي بفعل الاحتلال، فنحن في فلسطين وبخلاف العالم، معرضون لكوارث من أنواع عديدة.
وأضافت: "إن حب مساعدة الآخرين، دفعني للتطوع في الهلال الاحمر ومن ثم التخصص في مجال تقديم المساعدة الانسانية للاشخاص الذين يتعرضون لكارثة ما ودعمهم نفسياً ومادياً".
وأشارت إلى أنها حظيت بدعم من زوجها الذي يؤمن بأن المرأة يجب أن تلعب دوراً في خدمة المجتمع، يتناسب مع قدراتها وخبراتها قائلة: "إن زوجي يعلم تماما أن الهلال الاحمرجمعية انسانية تحظى بسمعة جيدة، وتقدم خدماتها للمواطنين الفلسطينيين، ما حمله تشجيعي وتوفير الفرصة لي للمشاركة في فعاليات المخيم".
واضافت "أبو حديد": "أنا متواجدة في منطقة بعيدة عن مركز المدينة، وقد تتعرض لغيرها لكوارث سواء كانت طبيعية أو بفعل الاحتلال، وبالتالي قررت المشاركة في مخيم إدارة الكوارث، لما فيه من فائدة ومعلومات ستفيد في أي ظرف أو حادث قد أكون مضطرة للتعامل معه".
ورأت أن إدارة الكوارث تشمل معظم الخدمات التي تقدمها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، سواء مجال الإسعاف أو الصحة النفسية أو التأهيل، وكل التدريبات التي خضعنا لها في المخيم، تكسبنا الخبرة للتعامل مع أيه حالة، مهما كانت طبيعتها.
وختمت "أبو حديد": " اكتسبت خبرات كبيرة، وأنا الان جاهزة للتعامل مع أيه كارثة محتملة، من حيث التقييم و الاحتياجات، أوالتعامل مع المصابين، ومن آلية اقامة المخيمات في حال كان هناك حاجة لذلك، ووحدات صحية، وإخلاء مصابين، وتقديم المساعدة لهم".