سلمى محمود البرقاوي (50 عاماً) متطوعة في فرع الجمعية بعنبتا منذ 17 عاما، عبّرت عن فخرها بانضمامها للجمعية طوال هذه السنوات، التي صقلت شخصيتها وصنعت منها امرأة فعالة في مجتمعها ، وعلى درجة عالبة من الوعي والالتزام تجاه أهالي بلدتها وصولاً إلى عائلتها.
تقول سلمى: "بدأت أسمع عن فايروس كورونا عبر الاذاعات المحلية، وشرعت الجمعية بعقد ورشات عمل توعوية عن هذا الفايروس وسبل الوقاية منه، الأمر الذي شجعني على الالتحاق بهذه الورشات خاصة في البلدة، وقمت بنقل المعلومات التوعوية التي استوعبتها الى افراد المجتمع بطريقة سهلة ومبسطة، بهدف أخذ التدابير الوقائية اللازمة لمنع العدوى بين الناس لأن انتشاره سريع جداً، وايصال المعلومات دون إثارة الرعب والهلع في مجتمع البلدة".
وعن تجربتها الشخصية قالت: "كنت انتظر عودة زوجي من عمله، فهو يعمل في الداخل المحتل ومكث هناك لمدة شهر، ولكن بعد انتشار المرض وتعدد المناشدات التي تدعو العمال للعودة الى بيوتهم لمنع نقل العدوى، التزم زوجي وعاد مع ثمانية من زملائه العمال، وصلوا الى الحاجز القريب من البلدة، وكنتُ على اتصال بهم ، وقررت الاتصال فوراً بجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في عنبتا فقاموا زملائي بتزويدي بأرقام هواتف الطب الوقائي للاتصال بهم، وكانت هذه أول خطوة صحيحة أتخذتها".
وأضافت سلمى: " توجه زوجي وزملاؤه الى مركز الفحص الخاص بفحص المصابين بفايروس كورونا، ونحمد الله أن النتيجة كانت سلبية، ولكن كان عليهم الالتزام بالحجر المنزلي لمدة 14 يوماً، دون مخالطة أي شخص من عائلاتهم".
وتابعت: "بدأتُ هنا بنشر الارشادات الوقائية والتدابير الاحترازية التي تلقيتها من ورشات التوعية التي نفذها الفرع، وقمت بالاتصال بجميع زوجات العمال الذين عادوا مع زوجي، وشرحت لهن كيف يتم استقبالهم دون ملامسة أو تقبيل، وعزلهم في غرف مغلقة في البيت أو خارجه ، واتفقنا على أن يكون هناك اتصال دائم بيننا ومع الهلال الاحمر للحصول على أي استفسار منهم بخصوص كيفية التعامل مع أزواجنا".
وقالت سلمى" كنت قد جهزت غرفة نوم منفصلة لزوجي، وخصصت مرحاضاً ليستعمله منفرداَ دون بقية أفراد العائلة، وغسلتُ ملابسه بشكل منفصل، وحضّرت أواني بلاستيكية ليأكل بها والتخلص منها مباشرة، مع الاخذ بعين الاعتبار المسافة الامنة للحديث معه وهي مترين، وقمتُ بالتواصل مع فرع الجمعية، وجاء المتطوعون الى محيط منزلي وقاموا بتعقيم المنزل وكافة محتوياته".
وأضافت" من أبرز نقاط ضعف زوجي حبه لاحفاده الأطفال من ابننا الوحيد، وكان مشتاقا جدا لهم جداً، ويرغب بمعانقتهم واللعب معهم، ولكن وعيه والتزامه كان أكبر، والتزمنا بجميع الاجراءات الوقائية اللازمة لحمايتهم وبالتالي حماية المجتمع".
وختمت سلمى حديثها قائلة: "هذا المرض يلزمه وعي وقوة إرادة والتزام، واهم شيء هو عدم التوتر والقلق لأنه يشتت الأفكار من جهة كيفية التعامل مع هذا الفيروس والقضاء عليه".
ونصيحتي الاخيرة اليكم:"خليكم بالبيت عشانكم وعشان حبايبكم ووطنكم " .