سلفيت – تنشط مجموعة كبيرة من المتطوعات، التابعات لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في زيارة عدد كبير من المنازل في سلفيت، لتقديم خدمة الإسعاف الأولي لحالات كثيرة، تواجه صعوبة في الوصول إلى المراكز الصحية في هذه الأيام، بفعل جائحة "كورونا".
برنامج الإسعاف الأولي المنزلي، حسب تهاني عواد، منسقة دائرة العمل المجتمعي في فرع الجمعية في سلفيت، ليس جديدا، ويضم نحو 200 متطوعة، يقمن بمهامهن في 11 موقعا في المحافظة.
وتقول عواد: "المتطوعات على أهبة الاستعداد بشكل دائم، لزيارة منازل الفئات المستهدفة، وتقديم خدمات الإسعاف الأولي لها".
وتشمل قائمة المستفيدين من خدمات طاقم الجمعية من المتطوعات، كبار السن، والأطفال، والشبان. وفي ظل جائحة "كورونا"، فإن تدخلاتهن باتت مطلوبة أكثر من أي وقت مضى.
تقول عواد: "البرنامج قائم منذ ما لا يقل عن 20 عاما، لكن في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، فإن دور لجان التوعية المجتمعية، وتمثلها هذه المتطوعات، يصبح أكثر الحاحا، خاصة بحكم القيود المفروضة على الحركة، وعدم قدرة الفئات المستفيدة على التنقل".
وتقدر عواد حجم تدخلات المتطوعات منذ بداية وباء "كورونا" بنحو 200 تدخل، مضيفة: "المتطوعات لعبن دورا مجتمعيا بارزا في فترة باتت المراكز الصحية لا تعمل بشكل منتظم، بل إن المستشفيات ذاتها لم تعد تستقبل سوى الحالات الطارئة".
وينطبق ما ذهبت إليه عواد، على حالة الطفل يوسف رائد، وعمره عامان، الذي أصيب بحرق في ساقه مؤخرا.
وتروي والدته ظريفة طليب قائلة: "أصيب يوسف مؤخرا عن طريق الخطأ بحرق في ساقه، فسارعنا إلى مستشفى سلفيت الحكومي، وهناك أبلغنا الطبيب بضرورة مداواة جرحه يوميا، فأخبرته بأن ذلك غير متاح في ظل قيود الحركة بفعل "كورونا"، فاقترح علي القيام بهذا الأمر في أحدى العيادات القريبة من بلدتنا قيرة غرب سلفيت".
وتضيف: "خيار الذهاب إلى العيادات في القرى والبلدات المجاورة لقيرة غير متوفر، لأن العيادات فيها منذ وباء "كورونا"، لا تداوم إلا يوما أو يومين في الأسبوع، فتوجهت إلى لجنة التوعية المجتمعية التابعة للجمعية، الموجودة هنا منذ سنوات طوال، وطلبت المساعدة".
وتمضي ظريفة قائلة: "لم تتردد اللجنة في مد يد المساعدة، حيث كانت ممرضة متطوعة من اللجنة تزورنا يوميا في المنزل، وتقوم بمداواة الجرح، حتى تحسنت ساق يوسف، لذا فإنني أنظر بإكبار للجهد الذي تبذله جمعية الهلال الاحمر دون انتظار أي مقابل".
انتهى.