طولكرم – لم تحل جائحة "كورونا"، واغلاق المدارس والهيئات التعليمية وغيرها من المؤسسات بسبب اعلان حالة الطوارئ في الخامس من شهر آذار الماضي، دون مواصلة فرع جمعية الهلال الأحمر في عنبتا شرق طولكرم، دوره في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، لكن بأسلوب مبتكر ينم عن التزام مجتمعي عال.
وتمثل حالة الفتى سامر حسام رميلات (16 عاما)، أحد النماذج على حيوية الدور الذي يلعبه المركز، اذ لم تكد تمضي بضعة أيام على اغلاق الفرع بسبب حالة الطوارئ، حتى كان المركز يستأنف نشاطه الكترونيا، أي من خلال التعلم عن بعد.
تقول نوال عبد الفتاح، والدة رميلات:" بادر الفرع إلى التواصل معنا الكترونيا مع حلول منتصف آذار الماضي، إلى جانب تشكيل مجموعة على "الواتس أب" تتألف من أمهات الأطفال من ذوي الإعاقة".
وتضيف:" ليس بإمكان سامر، لا القراءة ولا الكتابة، لكن كان من المهم التواصل معه وسائر الأطفال لضمان عدم حدوث تراجع اضافي على حالتهم. وقد لمست تطورا ملحوظا في حالة ابني بفعل ما قام به كادر فرع الجمعية".
يذكر أن هذا المركز يخدم 25 طفلا من شتى أنحاء طولكرم، ولا يتلقى إلا رسوما رمزية نظير الخدمات التي يوفرها.
وتقول عبد الفتاح: "حرص كادر المركز يوميا على تحديد جملة من الأنشطة المتنوعة، التي لاقت تفاعلا واضحا من الأطفال".
وتردف:" اقترن أعداد هذه الأنشطة بمتابعة تطبيقها "أون لاين"، مع مراعاة الفروق الفردية واحتياجات كل طفل".
ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل عمد كادر الفرع إلى زيارة الأطفال قبيل حلول عيد الفطر في منازلهم، وتقديم هدايا وملابس لهم، علاوة على تنفيذ فقرات ترفيهية لهم بمشاركة مهرجين.
وتقول عبد الفتاح: "كان لمبادرة الفرع أثر كبير على نفوس الأطفال، اذ أدخلت البهجة إلى قلوبهم في ظل الظروف العصيبة التي لا تخفى على أحد".
وتبين أن ما قام به كادر الفرع، انعكس إيجابا على حالة ابنها، مضيفة "لقد تحسن وضع ابني كثيرا، اذ بات قادرا على قطع الشارع، والذهاب إلى محل البقالة (السوبرماركت)، كما أصبح اجتماعيا أكثر".
وتستدرك: "لا توجد كلمات شكر تفي كادر الفرع والجمعية عموما حقهم، فلولاهم لم يكن ليشهد الأطفال هذا التحسن الذي نلمسه الآن".
وتقول: "إنني أتعامل مع الفرع منذ عشرة أعوام، وقد تعاملت مع مؤسسات أخرى، لكن أيا منها لم ينجح في تقديم خدمة مميزة ومتفانية مثل تلك التي نراها في الفرع".