البيرة – بدا ابراهيم امطير (41 عاما) وهو من سكان مخيم قلنديا شمال القدس، سعيدا بعدما تمكن أخيرا، بفعل الخدمة التي تلقاها في مركز العلاج الطبيعي والتأهيل التابع لجمعية الهلال الأحمر في البيرة، من تجاوز الصعوبات الصحية التي عانى منها، عقب اجراء عملية جراحية له قبل نحو ثلاثة أشهر.
امطير، الذي كان يمارس رياضة كرة القدم في نادي قلنديا، أصيب قبل نحو خمسة أعوام، بتمزق في الرباط الصليبي، ما أدى إلى مشاكل لديه على صعيد القدرة على المشي.
وقال امطير:" بعد الاصابة، هناك من الأطباء من نصحني بإجراء العملية في فلسطين، بخلاف آخرين طالبوني بإجرائها في الأردن أو الامارات. وبعد تردد طويل، ومع تفاقم حجم الآلام والصعوبات الناجمة عن الاصابة، قررت اجراءها هنا، قبل أن أتوجه إلى مركز العلاج الطبيعي التابع للجمعية في البيرة لاستكمال العلاج".
الفترة التي توجه فيها هذا المواطن إلى الجمعية، تزامنت مع ذورة فترة الاغلاق بسبب جائحة "كورونا"، بالتالي فإن الخدمة التي تلقاها جاءت في وقتها.
وعن ذلك قال:" بعد اجراء العملية، احترت إلى أين أذهب؟ اذ كانت معظم مؤسسات رام الله والبيرة مغلقة، لكن لحسن الحظ، فإن مواصلة مركز العلاج الطبيعي لنشاطه حتى في ظل الجائحة، مكنتني من الحصول على الخدمة الطبية اللازمة، بما في ذلك التغيير على الجرح".
وأوضح أنه كان يتوجه إلى المركز بمعدل ثلاث مرات أسبوعيا، وقد تحسنت حالته بصورة كبيرة جدا، وبات بمقدوره المشي بشكل شبه طبيعي.
بلال الطاهر، مديرمركز العلاج الطبيعي والتأهيل في الجمعية، لفت إلى أن الجمعية حرصت على مواصلة شتى أقسامها، بما فيها قسم العلاج الطبيعي، عملها كالمعتاد، رغم "كورونا"، لكن مع اتباع كافة البروتوكولات الوقائية المقرة من قبلها ومن قبل وزارة الصحة.
وأضاف الطاهر:" كان وضع امطير صعبا بعد العملية، حتى ان رجله تورمت، لذا كان لا بد من أن ينال خدمة العلاج الطبيعي. من هنا فإنه بعد أن توجه إلينا قمنا بعمل كل ما يلزم، حتى بات وضعه الصحي أحسن".
وأردف: "لم يكن امطير وحده من قصدنا، فهناك ما بين 15-20 حالة ثابتة شهرياً، استفادت من خدماتنا، أكان على صعيد العلاج الطبيعي أو التأهيل. وأذكر مثلا كيف أن طفلا من نابلس يبلغ من العمر نحو تسع سنوات، قطع عصب يده، وبما أن كافة المراكز والمؤسسات المعنية في نابلس كانت مغلقة، فإن ذويه طلبوا المساعدة منا، وبالفعل قمنا بالتدخل لتمكينه من الوصول إلى مركزنا هنا. وهكذا تلقى العلاج، رغم الاغلاق المشدد الذي كان مفروضا في الضفة الغربية جراء وباء "كورونا".
يذكر أن جمعية الهلال الأحمر،افتتحت قسم العلاج الطبيعي والتأهيل قبل18 عاما، علما أن هناك عشرة مراكز في الضفة الغربية تتبع للقسم.
وقال الطاهر: "خدمة العلاج الطبيعي مهمة جدا، لأن المواطن بحاجة إليها، واذا لم ينلها، فإنه سيتعرض حتما لمشاكل صحية عديدة. من هنا أدركت الجمعية الدور الحيوي الملقى على كاهلها على هذا الصعيد.
وأشار إلى مساهمة المركز في توفير الأدوات المساعدة، من كراس متحركة، وعكازات، لمن يحتاجها، من كافة الأعمار.
وأضاف الطاهر:" جائحة كورونا"، أبرزت مجددا قدرتنا على العمل حتى في أصعب الظروف، ونحن في العادة نستقبل شهريا 15-20 حالة جديدة، ونعقد ما بين 300-350 جلسة، وذلك نظير مبالغ رمزية. علما أن لدينا اتفاقات شراكة لتوفير الخدمة مع هيئات عديدة، من هنا فإننا حرصنا على تنويع آليات عملنا. فمثلا قمنا بإنشاء مجموعة على "الواتس أب" للمتابعة مع بعض متلقي الخدمة".
وقال:" خلال الجائحة كانت هناك مناطق فرض عليها اغلاق مشدد، وكانت بحاجة إلى المساعدة من قبلنا، وعليه عمدنا إلى التواصل معها. من هنا فإن التكنولوجيا يمكن أن تساهم في التخفيف عن المرضى وكل من يحتاج الخدمة، وهو ما نضعه كهدف نصب أعيننا".
وأردف:" نحن نفكر بالاستفادة من التكنولوجيا بشكل كبير، للبقاء على تماس مع متلقي الخدمة، وتمكينهم من التغلب على أية صعوبات قد تحول دون وصولهم إلى مركزنا".