البيرة- حققت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنجازات كبيرة، في مجال تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، عبر دائرة التأهيل وتنمية القدرات، خلال العام الماضي (2008).
وأوضح التقرير السنوي الذي أصدرته الدائرة اليوم (2009.03.19)، أن الجمعية تدير وتشرف على على 27 مركزا تأهيليا متخصصا في فلسطين، في مجالات التربية الخاصة للإعاقة السمعية والعقلية والشلل الدماغي، ومراكز ووحدات متخصصة بالإعاقة الحركية تقدم خدمات العلاج الطبيعي والوظيفي، ووحدات متخصصة بتأهيل السمع والنطق والأدوات المساعدة، بالإضافة الى الورش الإنتاجية التي يعمل فيها عشرات الأشخاص ذوي الإعاقة.
وأشار إلى أن عدد العاملين والأختصاصيين في مجال التأهيل وتنمية القدرات، بلغ عام 2008 نحو 326 أختصاصيا يدعمهم 230 متطوعا ومتطوعة، لافتا إلى أن الجمعية استمرت بتنفيذ برنامج اثراء الأنشطة المنزلية للأطفال المعاقين إعاقة عقلية شديدة، بهدف تطوير قدراتهم ودعم اسرهم ودمجمهم في مجتمعاتهم المحلية.
وأفاد التقرير أن الجمعية استمرت بتنفيذ برامج تأهيلية متنقلة في محافظات جنين ونابلس والخليل، وأنها تستعد للعمل أيضاً في مناطق القدس وأريحا والأغوار، بهدف إيصال الخدمة التأهيلية للتجمعات السكانية النائية التي تفتقر لخدمات التأهيل وإعادة التأهيل.
وبدوره أكد د. يونس الخطيب، رئيس الجمعية، أن برنامج التأهيل يعتبر أحد البرامج الأساسية التي توليها الجمعية اهتماما منذ نشأتها، وأن الجمعية تسخر في سبيل ذلك العديد من الموارد والامكانات ضمن عمل تكاملي مع برامج الجمعية الاخرى، كالصحة النفسية، والرعاية الصحية الأولية، والشباب والمتطوعين وغيرها، لدعم عملية التأهيل.
وأفاد أن الجمعية اولت في العام 2008، اهتماما خاصا بموضوع تطبيق قانون حقوق المعاقين رقم (4) للعام 1999، سواء من قبل الحكومة أو على المستوى المجتمعي، ونظمت العديد من المسيرات والإعتصامات والتقت مع رئيس الحكومة الدكتور سلام فياض لذات الغرض.
وأشار د.الخطيب الى حصول كلية تنمية القدرات الجامعية في خانيونس التابعة للجمعية العام الماضي، على اعتماد وزارة التربية والتعليم العالي لبرنامجها التعليمي، علماً أنها الكلية الوحيدة من نوعها في فلسطين.
من جهته أشار رباح جبر، مدير دائرة التأهيل وتنمية القدرات في الجمعية، إلى أن مجموع المنتفعين من خدمات التأهيل التي تقدمها الجمعية، والتي تغطي مئات التجمعات السكانية في 10 محافظات في الضفة والقطاع، بلغ 32631 شخصا من ذوي الإعاقة بدون تكرار، منهم 1350 طالبا من ذوي الإعاقة ملتحقين في 12 مركز تربية خاصة في الضفة والقطاع، و7208 تلقوا خدمات تأهيل حركي وعلاج طبيعي ووظيفي، و3177 من ذوي الإعاقة تلقوا خدمات التأهيل عبر البرامج المتنقلة في القرى، وأكثر من 600 طفل من ذوي الإعاقة استفادوا من برنامج إثراء الانشطة المنزلية.
ولفت إلى أنه تم تزويد 1785 شخصا من ذوي الإعاقة والمرضى بالأدوات المساعدة من الكراسي المتحركة، والسماعات الطبية، والعكازات، وغيرها، بالاضافة الى 1295 شخصا تم دعمهم نفسيا واجتماعيا، واستفاد 827 طالبا وطالبة من طلبة الجامعات والعاملين في المؤسسات المختلفة من برنامج التعليم والتدريب المستمر في مجال التأهيل الذي تشرف عليه الجمعية.
وأفاد جبر أنه تم اكتشاف وتشخيص 2588 اعاقة أو مشكلة نمائية جديدة، تم تحويلها للخدمات التأهيلية وغيرها، وأن 8229 طالبا مدرسيا شاركوا في حملات التوعية المتعلقة بالإعاقات في إطار سعي الجمعية لتغيير اتجاهات المجتمع السلبية تجاه الإعاقة.
وأشار إلى أن برنامج التأهيل في الجمعية نظم 63563 جلسة تأهيلية متخصصة في العلاج الطبيعي والوظيفي وعلاج النطق ومشكلات الكلام، وأن الجمعية عززت شراكاتها في برامج التأهيل المبني على المجتمع المحلي "CBR" في مناطق شمال ووسط وجنوب الضفة، مع مؤسسات فلسطينية متعددة.
إلى ذلك لفت فائق حسين، مدير برنامج التنمية الاجتماعية في الجمعية، إلى العلاقة الطردية بين الفقر والإعاقة في أي مجتمع، وبالذات مجتمعنا الفلسطيني، مشيرا إلى أن الجمعية تنظر الى موضوع التأهيل من زاوية مساهمة الأشخاص ذوي الإعاقات في عملية التنمية، وتحولهم من مستهلكين الى منتجين ومشاركين بكل معنى الكلمة، وحسب قدراتهم.