دنيا.. طفلة فلسطينية لاجئة، تبلغ من العمر ثلاث سنوات، مصابة بأمراض خطيرة على الارض، ترقد في منزلها الصغير الكائن في مخيم شاتيلا في بيروت، وبجوارها أكوام من الادوية تكاد تكون اكبر من حجمها الصغير، يقوم والدها وسام معروف بالاعتناء بها. "اقوم بإطعامها سبع وجبات خاصة يومياً، بالاضافة الى تزويدها بالاوكسجين 12 مرة".
وحتى اشهر قليلة مضت، كانت دنيا لا تستطيع الرؤية كلياً، وهي صماء و مصابة بالشلل. وما زاد حالتها سوءاً تعرضها لثلاث نوبات صرع يومياً على الاقل.. لكن لاح في الافق أمل جديد، منذ خضوع دنيا لعلاج خاص في مستشفى الهمشري التابع للجمعية في صيدا، ومنذ ذلك الحين وهي في تحسن ملحوظ، لأن العلاج ساعد في تحسين جهاز مناعتها.
يقول والدها وسام معروف: " تحسن نظر وسمع دنيا جزئياً من جديد. وبمساعدة طاقم المستشفى استطاعت ان تخطو خطواتها الاولى، على الرغم من انها لم تعد تعاني من نوبات الصرع التي كانت تنتابها نهائيا"ً.
وأضاف وسام، الذي يعمل دهاناً، وقد بدا عليه الفرح الغامر لتحسن حالة ابنته دنيا. "لقد حصلنا على فرصة ثانية عندما عمل الاتحاد الأوروبي والصليب الاحمر الهولندي، على انقاذ حياة ابنتي، عندما غطّوا تكاليف علاجها" .
وفي شقة هذه العائلة الصغيرة الكائنة في مخيم شاتيلا الواقع في ضواحي بيروت تستطيع ان تلمس الكثير من الفرح، بسبب العلاج المجاني الذي حصلت عليه دنيا، وساهم بشكل فعّال وملحوظ في تحسنها.
وكانت دنيا تلقت علاجها للمرة الاولى في مستشفى الجامعة الامريكية في بيروت. ونظراً لعدم توفر التكاليف لم تستطع متابعة العلاج، مما اصاب وسام وزوجته (والدا دنيا) باليأس. ولكن منذ أن بدأت تتلقى العلاج في مستشفى الهمشري، تغير الحال.
وأبدى معروف امتنانه لتلقي ابنته العلاج في مستشفى الهلال الاحمر الفلسطيني. ووفقاً لما ذكر فإنه لم يجد أي فرق بين علاج ابنته في مستشفى الجامعة الامريكية وبين مستشفى الهمشري، الا أن ميزة مستشفى الهلال الاحمر الفلسطيني، هي ان الاطباء والممرضين يملكون ذات الخلفية الثقافية الفلسطينية مع المرضى، مما يشعرهم بالراحة خلال تلقي العلاج.
ووفقاً لعائلة معروف، فإن دنيا، ابنتهم الاولى والوحيدة، تستهلك القسم الأكبر من وقتهم. ويضيف وسام: "يبدو الامر وكأنني اعمل في وظيفة ثانية، أقوم بإطعامها، والعناية بها خلال نومها، وأقوم بتدليك رجليها، الأمر الذي يستغرق مني عدة ساعات كل يوم وذلك منذ ثلاث سنوات".
يذكر أن دنيا، التي تحتاج لآلة أكسجين بشكل مستمر، واحدة من المرضى الفلسطينيين الذين استفادوا من مشروع "تحسين الخدمات الصحية للاجئين الفلسطينيين والفئات الاكثر حاجة في لبنان"، الذي ينفذه الصليب الاحمر الهولندي، بالتعاون مع الهلال الاحمر الفلسطيني في لبنان، والذي يهدف الى تحسين الخدمات الطبية للاجئين الفلسطينين في لبنان، ويستفيد منه المرضى الذين لا تغطى تكاليف علاجهم اي مؤسسة اخرى. والمرضى الذين يواجهون مصاعب اجتماعية واقتصادية بحيث لا يستطيعون تسديد كلفة العلاج بأنفسهم.
إضافة للمرضى، الذين اجري لهم بحث اجتماعي من قبل العاملة الاجتماعية التابعة للمشروع، والحالات الاجتماعية المسجلة لدى الهلال الاحمر الفلسطيني، وهي غير الحالات المسجلة كحالات اجتماعية في كشوفات الانروا.
ويغطى المشروع بعض حالات الفلسطينيين غير المسجلين لدى الانروا، والذين يواجهون ظروفاً اجتماعية واقتصادية صعبة، والمرضى الذين تم استقبالهم في مستشفيات الهلال الأحمر الفلسطيني كحالات الولادات الطبيعية، التي تواجه أصحابها ظروفاً اجتماعية واقتصادية صعبة، وكذلك المرضى من جنسيات اخرى، الذين هم كذلك يواجهون ظروفاً اجتماعية واقتصادية صعبة، وتتم معالجتهم في مستشفيات الهلال الاحمر الفلسطيني.
يذكر أن مستشفى الهمشري هي المستشفى المركزي للجمعية في لبنان، وتقع ضمن مجمع فتحي عرفات الطبي الذي يضم، الى جانب المستشفى، مستودع الأدوية المركزي ومدرسة القدس للتمريض. تأسست المستشفى سنة 1987، بالقرب من مخيمي المية ومية وعين الحلوة في صيدا، وتتألف من خمسة طوابق، ويوجد فيها 80 سريراً. ولديها حتى الآن 13 عيادة خارجية تضم مختلف الاختصاصات، وقسم للعلاج الفيزيائي وآخر لغسيل الكلى، عدا عن أقسام أخرى مختلفة، مجهزة بأجهزة حديثة، وأربع غرف عمليات