غزة- مسرح الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة كان مفعماً بالحركة والنشاط، نتيجة لعرض مسرحي حمل عنوان "كوابيس".
العرض لم يكن عاديا، بل كان مغايرا بامتياز عما جرت عليه العادة، فأبطال المسرحية لم يكونوا فنانين بل كانوا من ذوي الإعاقات السمعية.
تدور إحداث المسرحية حول مجموعة من الكوابيس التي تراود خريجي المرحلة الإعدادية أو الصف التاسع من الطلبة الصم، حيث لا يوجد مدارس ثانوية عامة خاصة بهم في فلسطين، باستثناء مدرسة الاتصال التام التابعة للجمعية في رام الله، مما يقف حجر عثرة أمام طموحهم .
وتناوت المسرحية أيضا موضوع الزواج وتعقيداته بالنسبة لهم، لاسيما الفتيات منهم، كون الشباب يفضلون الارتباط بفتيات عاديات، وبالتالي تصبح فرصهن شبه معدومة .
يقول وليد عطية، مترجم لغة الإشارة بمركز التأهيل في مدينة الأمل التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، والذي عمل أيضاً مساعداً للمخرج: "إن البداية كانت صعبة على هؤلاء الصم كونها التجربة الأولى له"، مشيرا إلى أن المسرحية رأت النور بعد ثلاثة أسابيع، حيث خصص الأسبوع الأول للتهيئة، والثاني للإعداد، والثالث للتنفيذ.
سماح لمظي، مديرة المشاريع في منظمة الإعاقة الدولية (الهاندي كاب)، لفتت إلى أن المسرحية عبارة عن حملة لمناصرة حق الأفراد ذوي الإعاقات السمعية في الحصول على التعليم الثانوي والجامعي، وهي مدعومة من الإتحاد الأوروبي .
من جهته يقول رامي السالمي، مدير جمعية مسافات للثقافة والفنون: " كنا نحلم أن نقدم شيئا للمعاقين، ونحن سعداء أن قدمنا فيلما عن الإعاقة الحركية سابقاً، واليوم قمنا بإخراج وإنتاج هذه المسرحية التي ليس لها مثيل على الأقل داخل فلسطين، وهي ضمن الشراكة مع مؤسسة الإعاقة الدولية" .
ورغم الوضع الصعب، الذي تحياه غزة، لاسيما في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر، والذي ألقى بظلاله على كل مناحي الحياة فيها، إلا أن الحضور كان طيباً ولافتا، حيث توافد العشرات لحضور العرض مساء هذا اليوم .