البحر الميت- ترأس رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني د. يونس الخطيب، وفد الجمعية للمشاركة فعاليات المؤتمر الإقليمي الثامن لآسيا والمحيط الهادئ، الذي نظمه الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الأردن في الفترة من 17-20/10/2010.
وضم وفد الجمعية إلى جانب الخطيب، مدير دائرة الصحة النفسية د. فتحي فليفل، ومدير وحدة مواجهة الكوارث بشير أحمد، ومدير التخطيط د. وائل قعدان.
تناول المؤتمر على مدار ثلاثة أيام، توجهات الإتحاد الدولي للسنوات الأربع القادمة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما ينسجم مع الاستراتيجية العشرية والإعداد الجيد لإدارة مواجهة الكوارث، والتأهب لإنقاذ الحياة، من خلال تشكيل مجموعات عمل، تتناولت مواضيع بناء جمعيات وطنية أقوى، والحد من مخاطر الكوارث، والصحة والنجاحات، والعمل مع الجهات الخارجية.
وسلط المؤتمر الضوء على موضوع الدبلوماسية الإنسانية، عبر التركيز على الهجرة والنازحين داخليا، وعلى مناصرة التشريعات الإنسانية، وتعبئة الموارد والتعاون في إطار الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وتطرق إلى ثقافة التطوع ومشاركة أكبر للشباب، وناقشت مجموعات العمل كيفية تشجيع اعمال الشباب، وموضوع الأطفال في النزاعات المسلحة، ودور الشباب في الحكم الراشد، وكيفية تعزيز الخدمات التطوعية في مجتمع متغير.
وقدمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني للمؤتمر، ورقتي عمل للمؤتمر، تناولت الورقة الأولى موضوع إدارة الكوارث، والاستعداد الفعال لمواجهتها، فيما تناولت الثانية الشباب والمتطوعون، ووضع الأطفال في النزاعات المسلحة.
في الورقة الاولى تطرق بشير أحمد، إلى رفع جاهزية المجتمعات المحلية لمواجهة الكوارث والتعامل معها، والبرامج المعنية بهذا المجال، والتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي لايجاد مجتمع قادر على مواجهة الكوارث، إلى جانب موضوع التأهب الفعال.
ومن جهته تناول د. فليفل في الورقة الثانية، وضع الأطفال وقت نشوب الصراعات المسلحة، وضرورة الاهتمام بهم كونهم الشريحة الأكثر تضررا، وأن يكون هناك تدخل مستمر خلال فترة النزاع والتركيز على برامج تأهيلية بعد النزاع، وإعطاء دور أكبر للشباب والمتطوعين في تنفيذ البرامج، والتركيز على تطوير إمكانيات وقدرات الأطفال ليكونوا جزء من جسم الجمعيات الوطنية في المستقبل.
وكان وفد الجمعية عقد اجتماعا لأصدقاء الهلال الأحمر الفلسطيني، بمشاركة مندوبين عن نحو 40 جمعية وطنية، تمحور حول الأوضاع في قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، والمعطيات والتوجهات لعمل الجمعية في لبنان.
ووضع د.الخطيب، رئيس الجمعية الحضور في صورة الأوضاع الإنسانية في الضفة الغربية وقطاع غزة، الناجمة عن ممارسات الإحتلال وإقامة جدار الفصل وتداعياته على المواطنين الفلسطينيين، ومصادرة المزيد من الاراضي وإقامة المستوطنات عليها.
وأشار إلى الأوضاع المعيشية المأساوية للمواطنين في قطاع غزة، الناجمة عن الحصار المفروض عليهم، حاثا المجتمع الدولي على التدخل لرفع هذا الحصار الظالم، مبينا حجم الاعباء التي وقعت على الجمعية لمواجهة التداعيات الصحية الناجمة عن ممارسات الاحتلال، سواء في قطاع غزة، أو الضفة الغربية، والتضحيات التي قدمتها كوادرها، لبلسمة جراح الشعب الفلسطيني.
وأشار د. الخطيب إلى أن الجمعية رغم الصعوبات الكبيرة هذه إلا أنها بذلت كافة جهودها، وعبأت أفراد المجتمع، لمواجهة الأعباء الإنسانية الناجمة عن ممارسات الإحتلال، متناولا الخدمات الإنسانية التي تقدمها الجمعية للاجئين الفلسطينيين في الشتات وخصوصا في لبنان، الذي سخرت له الجمعية العديد من المشاريع الصحية والاجتماعية.
من ناحيته وضع د. قعدان المشاركين في صورة ما نجم عنه اجتماع الشاركة السادس الذي عقدته الجمعية في مدنية رام الله في الخامس عشر من الشهر الجاري، وتطرق إلى الاوضاع الإنسانية والمجتمعية في قطاع غزة، وفي لبنان.
بدوره ركز د. فليفل خلال الاجتماع على التوجهات والتخطيط المستقبلي التي سيتم العمل وفقها في الجمعية، والتي تتمحور حول الاستمرار في تقديم الخدمات والبرامج الحالية وتعزيز العمل فيها من خلال الشراكة المجتمعية التكاملية.
وأشار إلى ضرورة التركيز مستقبلا على الحد من مخاطر الكوارث، وتطوير قدرة وتفاعل المنتفعين من برامج الجمعية، والاهتمام بجودة الخدمات المقدمة من قبل الجمعية وتطويرها لمصلحة المواطنين الفلسطينيين.
وعقد وفد الجمعية على هامش المؤتمر العديد من الاجتماعات واللقاءات مع وفود الجمعيات الوطنية والعربية والأجنبية، تناولت العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، والهادفة إلى تعزيز تدخلات الجمعية الإنسانية ودور الشركاء في دعمها لبلسمة جراح الشعب الفلسطيني.